قدوم المدينة
لمّا قدمت صفية
-رضي الله عنها- من خيبر ، أنزلت
في بيت الحارث بن نعمان فسمع نساء
الأنصار ، فجئن ينظرن الى جمالها
، وجاءت السيدة عائشة متنقبة ،
فلما خرجت ، خرج النبي -صلى الله
عليه وسلم- على أثرها فقال :( كيف
رأيت يا عائشة ؟)000قالت :( رأيتُ
يهودية )000فقال -صلى الله عليه
وسلم- :( لا تقولي ذلك فإنها
أسلمت وحسُنَ إسلامها )000
بيت النبوة
وما أن حلّت
صفية -رضي الله عنها- بين أمهات
المؤمنين شريكة لهن برسول الله -صلى
الله عليه وسلم- ، حتى أثارت
حفيظة بعضهن ، وقد لاحظت هي ذلك ،
فقدمت لهنّ بعض الحلي من الذهب
كرمز لمودتها لهن ، كما قدمت أيضاُ
لفاطمة -رضي الله عنها-000
ومن بعض المواقف التي حصلت بين
الضرائر ، بلغ صفية أن حفصة قالت
لها :( بنت يهودي )000فبكت فدخل
النبي -صلى الله عليه وسلم- وهي
تبكي فقال :( ما شأنك ؟)000قالت
:( قالت لي حفصة إني بنت يهودي
)000فقال لها النبي :(إنك لبنتُ
نبيّ ، وإنّ عمّك لنبيّ ، وإنّك
لتحت نبيّ ، فبِمَ تفخرُ عليكِ
)000ثم قال :( اتق الله يا حفصة
)000
وقد حج الرسول -صلى الله عليه
وسلم- بنسائه ، فبرك بصفية جملها
، فبكت وجاء الرسول - صلى الله
عليه وسلم- لمّا أخبروه ، فجعل
يمسح دموعها بيده ، وهي تبكي وهو
ينهاها ، فنزل رسول الله -صلى
الله عليه وسلم- بالناس ، فلمّا
كان عند الرواح ، قال لزينب :(
أفقري أختك جملاً )000أي أعيريها
إياه للركوب ، وكانت أكثرهن ظهراً
، فقالت :( أنا أفقِرُ يهوديتك
؟!)000فغضب -صلى الله عليه وسلم-
فلم يكلّمها حتى رجع الى المدينة
، ومحرّم وصفر فلم يأتها ، ولم
يقسم لها ويئست منه ، حتى جاء
ربيع الأول ، وهكذا كان النبي -صلى
الله عليه وسلم- في حُسْنِ
معاشرته لـ(صفية) يبدلها الغم
سروراً ، والغربة أنساً000
فضلها
كانت -رضي
الله عنها- صادقة في
قولها ، وقد شهد لها بذلك
رسول الله -صلى الله عليه
وسلم- فعندما اجتمع نساء
النبي -صلى الله عليه
وسلم- في مرضـه الذي
توفـي فيه ، قالت صفيـة
:( إني واللـه لوددت أن
الذي بك بـي
)000فغَمَـزْنَ أزواجه
ببصرهـن فقال الرسـول -صلى
اللـه عليه وسلم- :(
مضمِضْنَ )000أي طهّرن
أفواهكنّ من
الغيبة000قُلْنَ :( من أي
شيء ؟)000فقال :( من
تغامزكنّ بها ، والله
إنها لصادقة )000
كما أن صفية -رضي الله
عنها- كانت حليمة تعفو
عند المقدرة ، فقد ذهبت
جارية لها الى عمر بن
الخطاب -رضي الله عنه-
وقالت :( إن صفية تُحبّ
السبت وتصِل اليهود
)000فبعث إليها عمر
فسألها عن ذلك ، فقالت :(
أمّا السبت فإني لم
أحِبّه منذ أبدلني الله
به الجمعة ، وأما اليهود
فإن لي فيهم رحِماً فأنا
أصلها )000فلم يجب
عمر000ثم قالت للجارية :(
ما حملك على هذا
؟)000قالت :( الشيطان
)000 فقالت :( اذهبي فأنت
حرة )000
كما اتصفت -رضي الله عنها-
بعمق الفهم ودقة النظر ،
فقد اجتمع نفر في حُجرةِ
صفية ، فذكروا الله وتلو
القرآن وسجدوا ، فنادتهم
صفية -رضي الله عنها- :(
هذا السجود وتلاوة القرآن
، فأين البكاء ؟)000فقد
طالبتهم بالخشوع لله
تعالى والخوف منه وهذا ما
تدل عليه الدموع000
محنة عثمان
لقد شاركت صفية -رضي
الله عنها- في
محنة عثمان بن
عفان -رضي الله
عنه- فقد قَدِمت
على بغلةٍ مع
كنانة مولاها
لترد عن عثمان ،
فلقيهم الأشتر
النخعي ، فضرب
وجْه البغلة ،
فلما رأت فظاظته
ووحشيته قالت :(
رُدّوني لا
يفضحني )000ثم
وضعت حسناً -رضي
الله عنه- بين
منزلها ومنزل
عثمان ، فكانت
تنقل إليه الطعام
والماء000
وفاتها
توفيت -رضي الله
عنها- حوالي سنة
خمسين للهجرة ،
والأمر مستتب
لمعاوية بن أبي
سفيان ، ودفنت في
البقيع مع أمهات
المؤمنين000
عودة الى الصفحة
الرئيسة
|
|
|