ما أعلم امرأةً أعظمُ بركة منها "
" على قومها
السيدة عائشة
**************
جُوَيْرية بنت الحارث بن أبي ضرار بن حبيب بن جذيمة
الخزاعية المصطلقية
كان اسمهـا ( برَّة ) فسمّاها الرسول -صلى اللـه عليه وسلم- ( جويرية )0
ولدت فبل البعثـة بنحو ثلاثة أعوام تقريباً ، وتزوجها الرسول الكريم وهي
ابنة عشرين سنة ، وكان أبوها الحارث سيّداً مطاعاً ، قدم على النبي -صلى
الله عليه وسلم- فأسلم
******************
الأسر
وفي السنة السادسة للهجرة ، وبعد غزوة بني
المصطلق أصاب الرسول -صلى الله عليه وسلم- سبياً كثيراً قسّمه بين
المسلمين ، وكان ممن أصاب يومها من السبايا جويرية بنت الحارث ،
فلما قسّم السبايا وقعت جويرية في السهم لثابت بن قيس بن الشماس أو
لابن عم له ، فكاتبته على نفسها ، وكانت امرأة حلوة مُلاّحة ، ولا
يراها أحد إلا أخذت بنفسه ، فأتت رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
تستعينه في كتابتها ، وقالت له :( يا رسول الله ، أنا جويرية بنت
الحارث بن أبي ضرار سيد قومه ، وقد أصابني من البلاء ما لم يخف
عليك ، فوقعت في السهم لثابت بن قيس بن الشماس ، فكاتبته على نفسي
، فجئتك أستعينك على كتابتي )000قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-
:( فهل لك في خير من ذلك ؟)000قالت :( وما هو يا رسول الله
؟)000قال :( أقضي عنك كتابتك وأتزوجك )000قالت :( نعم يا رسول الله
)000قال :( لقد فعلت )000
العتق
وخرج الخبر الى الناس أن رسول الله -صلى
الله عليه وسلم- قد تزوّج جويرية ، فقال الناس :( أصهار
رسول الله )000وأرسلوا ما بأيديهم ، قالت السيدة عائشة :(
فلقد أعتق بتزويجه إياها مئة أهل بيت من بني المصطلق ، فما
أعلم امرأة كانت أعظم على قومها بركة منها )000
والدها الحارث
أقبل الحارث ( والد جويرية )
الى المدينة بفداء ابنته ، فلما كان بالعقيق نظر
إلى الإبل التي جاء بها للفداء ، فرغب في بعيرين
منها ، فغيّبهما في شِعْبٍ من شعاب العقيق ، ثم
أتى الى الرسـول -صلى اللـه عليه وسلـم- وقال :(
يا محمـد أصبتم ابنتي ، وهذا فداؤها )000فقال
رسـول الله -صلى الله عليه وسلم- :( فأين البعيران
اللذان غَيبتهما بالعقيق في شعب كذا وكذا
؟)000فقال الحارث :( أشهد أن لا إله إلا الله وأنك
رسول الله ! فوالله ما اطّلع على ذلك إلا الله
)000فأسلم الحارث ومعه ابنان له ، وناس من قومه ،
وأرسل الى البعيرين فجاء بهما000
بيت النبوة
ولقد عاشت أم المؤمنين
( جويرية ) في بيت رسول الله -صلى الله
عليه وسلم- كزوجة كريمة مُعزّزة ، فكانت
خير مثل يُحتذى في رعايتها لبيتها وزوجها
وحسن عشرتها معه -صلى الله عليه وسلم-000
ولقد كانت كثيرة الإجتهاد بالعبادة لله
تعالى ، والإكثار من ذكره المبارك ،
والصوم وفعل الخيرات000وكان يحرص الرسول -صلى
الله عليه وسلم- على تعليمهـا أمور دينها
فقد دخل عليها في يـوم جمعـة وهي صائمـة
فقال لها :( أصَمْتِ أمس ؟)000قالت :( لا
)000قال :( أتريديـن أن تصومي غداً
؟)000أي السبت مع الجمعة000قالت :( لا
)000قال :( فأفطري )000لكراهة ذلك000
وفي أحـد الأيام خرج الرسـول -صلى الله
عليه وسلم- من عندها بُكْرَةً حين صلّى
الصبـح ، وهي في مسجدها ، ثم رجع بعد أن
أضحى وهي جالسة فقال :( مازلت على الحال
التي فارقتك عليها ؟)000 قالت :( نعم
)000قال النبي -صلى الله عليه وسلم- :(
لقد قُلتُ بعدك أربع كلمات ثلاث مراتً ،
لو وزِنَت بما قلتِ منذ اليوم لوَزَنتهنّ
: سبحان الله وبحمده عدَدَ خَلْقِه ورضا
نفسه ، وزِنة عرشه ، ومِداد كلماته )000
وفاتها
توفيت -رضي
الله عنها- بالمدينة بعد منتصف
القرن الأول من الهجرة سنة ستٍ
وخمسين على الأرجح ، وصلى عليها
مروان بن الحكم أمير المدينة
آنذاك ، وقد بلغت سبعين
سنة000فرحمها الله000
عودة الى
الصفحة الرئيسة
|
|
|
|
|
|